بعد قرار إلغاء الواجبات المنزلية: مشاريع تركز على التطبيقات العملية ودمج التعليم بالحياة...

أضيف بتاريخ 02/10/2019
teachertecha


نشرت صحيفة الأيام البحرينية هذا الموضوع الذي يتحدث عن تجربتي في استخدام «التعليم التطبيقي» و مهارات«دمج التعليم بالحياة»، والذي يصب في مصلحة التلاميذ بعد إلغاء الواجبات المنزلية. المشروع له ارتباط وثيق بالقراءة، حيث أنه يقدم تطبيقات عملية كثيرة قريبة من حياة وواقع التلاميذ. وجاء في الخبر المنشور في عدد صحيفة الأيام رقم «10877»، الصادر يوم السبت الموافق 19 يناير 2019م مايلي:
بعد قرار إلغاء الواجبات المنزلية:
مشاريع تركز على التطبيقات العملية ودمج التعليم بالحياة
..
من منطلق اهتمام وزارة التربية والتعليم بالتركيز على تنمية الجانب الشخصي والمهاري لدى الطالب خلال الدوام المدرسي والتي تصب في مصلحة الطالب وتصقل مواهبه وتنمي قدراته حرصت مدرسة جابر بن حيان الابتدائية للبنين على تقديم تلك المشاريع التي تحث على الشراكة المجتمعية وتركز على مهارات طالب القرن الحادي والعشرين التي تعنى بتنمية مهارات الطالب المختلفة، بحيث يكون جاهزًا للحياة منذ صغره.
وفي إطار دمج التعليم بالحياة لزيادة الجانب التطبيقي داخل الصف والتقليل من الواجبات الكتابية بدأ معلم الفصل بمدرسة جابر بن حيان الابتدائية للبنين الأستاذ علي عبدالله بتطبيق عدة مشاريع تقوم على تحويل الخبرات التي تعلمها التلميذ ضمن المنهج المدرسي لمشاريع حياتية وتمارين حل المشكلات.
 
مشروع «أطبّق ما أتعلم»
يقول الأستاذ علي عبدالله معلم نظام فصل بمدرسة جابر بن حيان ومنفذ المشروع: إن فكرة المشروع تتمثل في تحويل التعلم التقليدي الى تعلم عصري يرتكز أساسا على الطالب، بحيث يطور من مستواه الأكاديمي ويطور من شخصيته. والطلبة المشاركون في المشروع متعودون على الوقوف أمام الجمهور من دون رهبة، ومتعودون على شرح مقاطع من الدروس وأصبحوا يتعلمون لوحدهم تعلمًا ذاتيًا حتى بالبيت.
وعن المشاريع الأخرى التي تندرج ضمن هذا المشروع تحدث الأستاذ علي عن آخر مشروع تم تطبيقه وهو مشروع ألبوم ذكرياتي، الذي يلخص فيه الطالب مسيرة حياته المدرسية طيلة عام كامل ليصبح له مثابة تحفيز وتوثيق لأعماله، وقد دمجنا المشروع بالتعبير الإبداعي وبجميع المواد الدراسية الأخرى، فكانت فكرة ممتازة.
وبسؤاله عن طريقته بالتعليم وضح الأستاذ علي: إن طريقتي في التدريس تقوم على دمج الخبرة والمتعة في التعلم لتسهيل إيصال المعلومات لتلاميذي، أركز كل اهتمامي بالتلاميذ وأعد لهم أنشطة تطبيقية ترتبط بما يدرسونه وتقرب لهم المعنى، هدفي إحداث تغيير إيجابي على تلاميذي ليكون تأثيرهم أكبر في المجتمع، يتدرب تلاميذي على مهارات البحث وحل المشكلات والتفكير الإبداعي وتنمية القدرات القيادية، أقوم بتوجيه تفكيرهم من خلال برنامج (ستيم) والقبعات الست وكذلك التعليم الإلكتروني منذ الصف الأول الابتدائي.
وحول تنوع المشاريع التي تم تطبيقها خلال فترة تدريسه أفاد بأنه قدم عدة مشاريع متنوعة على مدى أربع سنوات منها مشروع معالم من بلادي الذي تم تحويله لتطبيق يعمل بالهواتف الذكية، مشروع الرياضيات المرحة، مشروع العلوم المسلية باستراتيجية (ستيم) ومشروع إعادة التدوير والمحافظة على البيئة، بالإضافة أنني أقوم بتجهيز عدة مشاريع أيضا على هيئة مطويات تتناسب مع التطبيقات العملية للطالب.
أثر المشاريع في التعلم
 ومما لا شك فيه أن لهذا المشروع أثر واضح لمسه المدير المساعد بمدرسة جابر بن حيان الابتدائية للبنين الأستاذ سامي عباس خلال زياراته الصفية فأشاد برأيه: في كل حصة تعليمية أحضرها للأستاذ علي أجد هناك شيئًا جديدًا وخبرة جديدة يتعلمها الطلاب تضاف الى رصيدهم وتعتمد على ما تعلموه أيضا في مرحلة سابقة، طريقة الأستاذ علي في دمج التعليم بخبرات الطلبة هي المطلوبة في وقتنا الراهن باعتبار أننا نهيئ - كمدرسة - الطالب للحياة وأن يطبق ما يتعلمه على أرض الواقع. لم تعد المسألة فقط أن يتقن القراءة والكتابة والحساب، المطلوب دمج كل هذه المهارات فيما يخدم
 
 

نفسه ومجتمعه ووطنه، فالتعليم بهذه الطريقة يكون مثمرًا ويكون له معنى في حياة الطالب فلا يتعلمه اليوم وينساه غدا.
وعن طرق التدريس والتعلم أضاف قائلاً: إذا استمر التدريس بطريقة تقليدية لن ينتقل أثر التعلم خارج إطار الصف، وأن التعلم أصبح الآن مفتوحًا على الحياة وهناك تجارب كثيرة للطلبة يستفيدون منها ويحاولون استحضارها داخل الصف لأهميتها في التعلم فتصبح المدرسة بالتالي جزءًا من حياته وكيانه وتعمق انتماءه للمدرسة فيشعر أن المدرسة تقدم له خدمات وتوفر له ما يريد من المعلومات والمعرفة والخبرة الكافية التي يستفيد منها في حياته ويفيد الآخرين بها أيضا، مشيرا إلى أن التعلم لا يكون منعزلاً عن الآخرين فالتعلم في عصرنا الحالي هو التفاعل والحوار مع الآخر من خلال تبادل الأفكار ووجهات النظر بين الطالب والطالب أو مع المعلم أو حتى مع الوالدين وبقية أفراد المجتمع، بحيث يكون التفاعل بين المعلم والطالب في نطاق أوسع وذا شراكة أكبر، وهذا ما يعزز دور المدارس ويطور ويرتقي بمستوى التعليم والتعلم في مملكتنا الحبيبة.
المصدر: فاطمة آل عبدالعزيز: